في هذه الرواية الاجتماعية يقرع الكاتب جميل السلحوت قضايا نسائية متنوعة بأسلوب قصَصيّ مشوق، وبلغة سهلة سلسة، حيث تناول العديد من المواضيع وتسبر أغوارها، وناقشت هذه الرواية حكاية جمانة التي تتزوج من أسامة و يأخذها إلى مكان عمله خارج البلاد، ويسكنها في بيت غير لائق للسكن، ويمنعها من الخروج ويعترض على قراءتها للقصص والروايات بوصفها “خطيئة لأنها من الخيال والخيال شيء لا يحاكي الواقع فهو كذب والكذب حرام”، ويمنعها من الاتصال بأهلها إلا من هاتفه الخاص، و يحرمها من العمل خارج المنزل على الرغم من أن عمل الإنسان هو حق دستوري مكفول في أغلب الدول وليس من حق الرجل اتخاذ قرار عمل المرأة من عدمه، ثم يعترض على ولادتها في مستشفى حتى لا يكشف عليها طبيب، ويمنعها من الاحتفال بعيد ميلاد ابنهما البكر لأنّه تقليدًا للكفّار، متذرعًا بعدد من تفسيرات الفقهاء التي تعد من فهم البشر وتحمل الصحة والخطأ، ممّا يؤدّي للطلاق.
وتعد هذه الرّواية ليست أكثر من دعوة لتصحيح مفاهيم متعلّقة بزواج المرأة ولنبذ الجهل في أحكام الإسلام المتعلّقة بالحياة الزّوجيّة، وهذا هو السّرّ في إيراد الكاتب للكثير من الآيات والآحاديث وآراء الفقهاء في الزّواج والعلاقة الزّوجيّة، وفيها أيضا دعوة لتصحيح بعض المفاهيم المجتمعيّة التي تدفع لزواج البنت دون تريّث، وتصحيح تصوّر خطير يعتري البعض من رجال ونساء في أنّ الحياة الزوجيّة حياة معاشرة ومتعة وإشباع شهوة ورغبة فقط. فقد أورد الكاتب على ألسنة الشخصيّات حشدًا من الأمثال والمقولات الشّائعة في مجتمعنا المتعلّقة بالزّواج والحياة الزوجيّة، التي تعكس نظرة أو عقليّة يكمن فيها على الأغلب سرّ الإخفاق في الحياة الزّوجيّة، من مثل: (دوّر لبنتك قبل ابنك)، والذي يعكس النظرة الخفيّة بضعف البنت والنّيابة عنها في اختيار الزّوج، مقولة والدة الدكتور الذي تقدّم للخطبة:”ابني يريد فتاة صغيرة ليربّيها على يديه”، والدة عائشة: “إنّ هذا الخاطب مناسب لك مع فارق العمر بينكما القطعة ولا القطيعة”.