مدينة جبيل اللبنانية اهم المدن السياحية العالمية
رائدة في ترسيخ الوحدة الوطنية والتعايش بين مسحيي ومسلمي لبنان
اقدم مدن العالم اشتهرت بصناعة السفن الفينيقية وصناعة الفخار
محمد الغسرة – بيروت
جبيل هي مدينة لبنانية تعد من أقدم المدن المسكونة في العالم تقع على بعد 37 كيلومتر إلى الشمال من بيروت، وعلى البحر الأبيض المتوسط وتعتبر من أشهر المواقع الأثرية في المنطقة ومن أقدم المدن في العالم ومن بين المواقع القليلة التي استمرّ عمرها منذ إنشائها حتى اليوم ، ومن لم يزرها كانه لم يزر لبنان.
تأسّست جبيل بداية كقرية لصيّادي السمك على التلّ المشرف على البحر جنوب غرب الموقع خلال الألف السادس قبل الميلاد، وارتقت إلى مصاف المدن أواخر الألف الرابع ق.م.، فأصبح لها شوارعها وساحاتها ومبانيها العامة وأسوارها.
اشتهرت جبيل أيضاً الأبجدية الفينيقية، التي صدرتها نحو العالم، وعلاقاتها التجارية مع مصر وبصناعة السفن الفينيقية من خشب أشجار الأرز وصناعة الفخار فوق الدولاب (العجلة)، صنفتها منظمة اليونسكو في 1984 موقع تراث عالمي.
وفازت بجوائز أفضل المدن السياحية في العالم. فسحرها وتاريخها وحضارتها كافية لنيلها أخيراً جائزة “بوم دور 2014” العالمية وتصنيفها كأفضل مدينة سياحية عربية للعام.
إنها مدينة تستعيد زمن الأساطير. تحيا من جديد، بعد تعاقب الغزوات عليها، وترسو في نهاية المطاف على ميناء لبنانيتها. مدينة تتكلم عن نفسها، تكاد تنطق أحجارها العالقة في الزمان، تقرأ في دفاتر الماضي، تشهد عليها صدى حضارات تتردد على طول ساحلها.
تسكن الجبيل او كما تسمى “بيبلوس” الوعي الإنساني والحضاري، منذ أن سكنها الإنسان القديم على إمتداد آلاف السنين، حيث كانت محط القوافل وحركة السفن في تجارة البحر الأبيض المتوسط، وتستحوذ على نصيب وافر من خارطة التجارة العالمية في العصور القديمة، وفق ما تؤكده الوثائق التاريخية والنقوش الحجرية في آثارها.
موقع جبيل التاريخي والجغرافي، حوّلها إلى همزة وصل، وأرض تلاقي لحضارات قديمة من بلاد الروم والأغريق والفرس والمصريين الفراعنة. مدينة ملهمة، شكلت مصدرا غنياً لعلماء الآثار والتاريخ، الذين اكتشفوا معالمها الأثرية، التي أفضت إلى كنوز أثرية يونانية ورومانية وبيزنطية وفينيقية.
جبيل مدينة تدلل زائريها، تحملهم على راحتيها ، لا يشعر المتجول داخلها لساعات طويلة بالتعب، وكأن التاريخ يغازل نسيمها ويلفح وجوه ضيوفها، بعظمة ماضيها وحاضرها. مدينة تُبهر سائحا بكنوزها الأثرية وتجددها الدائم و حفاظها على رقي تاريخها العريق وأصالتها، بفضل الدعم والعمل الإنمائي الدؤوب الذي تقوم به بلديتها والمؤسسات الإدارية القيمة عليه
من مرفأ جبيل الى السوق القديم ومعبد الأنصاب والمدافن الملكية والمسرح الروماني وبقايا سور المدينة الى القلعة البحرية والقلعة الصليبة والقلعة الفارسية، تبدو المدينة وكأنها في متحف مفتوح عابر للطوائف، يدل على قدم الإنصهار والتعايش المسيحي الإسلامي.
تحف تاريخية بينها آثار دينية لستة كنائس بينها كنيسة سيدة الأم الفقيرة التي يتبارك بها الناس وتستجيب لدعائهم ونذورهم ، وفيها مسجدان ،السلطان عبد المجيد ومسجد السلطان بن أدهم.
توضع جبيل في مصاف المدن النموذجية، لريادتها في ترسيخ الوحدة الوطنية والتعايش بين مسحيي و مسلمي لبنان، بفضل وعي المرجعيات الدينية المسيحية والإسلامية القّيمة عليها، حيث ظلّت رغم الظروف الحرجة، متماسكة ومترفعة عن أي صوت يعلو فوق صوت التعايش. ثقافة العيش المشترك والقبول بالآخر، إنطبعت في أبناء المدينة منذ الصغر، ولايزالون يحافظون على تراث الإنفتاح الديني فيما بينهم.
وتعتبر جبيل مركز سياحي فخم ، مع مينائها القديم ، وأنقاض الأثار الفينيقية والرومانية والصليبية ، والشواطئ الرملية والجبال الخلابة التي تحيط به جعلها وجهة سياحية مثالية ، ومن المعروف أن المدينة مشهورة بمطاعمها للأسماك والحانات في الهواء الطلق ، والمقاهي في الهواء الطلق ، واليخوت السياحيه التي ترسو في مينائها اليوم.
http://delmonpost.com/?p=10187