في الثامن من آذار من كل عام تحتفل النسويات في العالم والمنظمات النسوية بما أنجزت وحققت من تقدم على صعيد حقوق النساء الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، وهو فرصة لطرح مطالبها وتبيان كل اشكال التمييز ضدها سواء كان ذلك في القوانين او في الممارسات على الصعيدين الخاص والعام.
ولقد اتخذت الامم المتحدة في عام 2017 في اطار احتفالها بيوم المرأة طرح التعجيل بالأهداف العالمية لتناصف الكوكب بحلول 2030 والأهداف الرئيسية هذا الإطار هي :
- ضمان أن يتمتّع جميع البنات والبنين والفتيات والفتيان بتعليم ابتدائي وثانوي مجاني ومنصف وجيّد، مما يؤدي إلى تحقيق نتائج تعليمية ملائمة وفعالة بحلول عام 2030
- ضمان أن تتاح لجميع البنات والبنين فرص الحصول على نوعية جيدة من النماء والرعاية في مرحلة الطفولة المبكرة والتعليم قبل الابتدائي حتى يكونوا جاهزين للتعليم الابتدائي بحلول عام 2030
- القضاء على جميع أشكال التمييز ضد النساء والفتيات في كل مكان
- القضاء على جميع أشكال العنف ضد جميع النساء والفتيات في المجالين العام والخاص، بما في ذلك الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي وغير ذلك من أنواع الاستغلال
- القضاء على جميع الممارسات الضارة، من قبيل زواج الأطفال والزواج المبكر والزواج القسري، وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث)
وهو ما تتبناه الشبكة في اطار دفاعها عن حقوق النساء العربيات خاصة وان معظم البلدان العربية مازال النساء يعانين من العنف الجسدي والنفسي جراء التمييز .
في هذا العام كما هو الحال لستة سنوات خلت؛ يأتي يوم المرأة العالمي في ظل أوضاع سياسية ملتهبة في كل المنطقة العربية ولا زالت النساء العربيات يدفعن الاغلى من كرامتهن وحرياتهن ثمنا للمجموعات المتقاتلة على مساحة الوطن العربي وهن اكثر المتأثرات المتأثرات بالنزاعات المسلحة، ولا زالت الدول تسن القوانين المقيدة للحريات الشخصية والقوانين المقيدة للعمل السياسي والاجتماعي. ولا زالت الحكومات أيضا تمارس كل اشكال الخنق للحريات ، سواء على صعيد الحريات الشخصية والمتعلقة بالنساء او على صعيد الحريات السياسية التي تمس كافة المواطنين والمرأة جزء منها .
تتعرض النساء في كل من ليبيا وسوريا والعراق واليمن الى كل اشكال الاضطهاد والعنف ، وبيعت النساء في سوق النخاسة في العراق وسوريا ، ولا زالت تتعرض لكل اشكال التنكيل مع باقي المواطنين ، حيث يزداد عدد النساء اللاجئات والنازحات ويرتكب الجميع أنظمة ومجموعات مسلحة كل اشكال العنف ضد النساء واللاجئين عموما ، وتتخلى الدول الداعمة عن دورها في حماية اللاجئين . بالإضافة الى سوء الخدمات المقدمة في دول اللجوء ، الامر الذي يضاعف معاناة النساء ويجعلهن عرضة لكل اشكال الاستغلال.
وعليه فإننا في الشبكة النسوية العربية رؤى ، نرفع الصوت عاليا من اجل تحقيق المساواة الكاملة للنساء العربيات كما نطالب بالعدالة الاجتماعية للنساء والرجال ، والمساواة بين المواطنين بصرف النظر عن خلفياتهم الدينية والمذهبية والعرقية ،
وعليه فإننا نطالب الحكومات العربية :
1- وقف الحروب الاهلية في كل الدول العربية ، واعتماد لغة الحوار السياسي كحل وحيد لإنهاء الازمات ، وتجنيب المواطنين وعلى راسهم النساء والأطفال ويلات الحروب واللجوء.
2- وقف العدوان على اليمن الشقيق ، وإعطاء اهله فرصة للحوار واعداد خطط التنمية ، حيث يتصدر اليمن قائمة الدول الفقيرة في العالم ، وتوفير كلفة القتل من اجل الحياة والبناء في مختلف الدول العربية.
3- تطالب القوى المتقاتلة في كل من العراق وسوريا وليبيا ، التوقف فورا عن الصراعات التي تودي بحياة المدنيين ، ونطالبهم بتجنيب النساء اشكال الاضطهاد الذي يقع عليهن بصفتهن نساء، و التوقف عن استخدامهن في حروبهم غير العادلة
4- نطالب الحكومات العربية بالتصدي لكل القوى التكفيرية التي تستبيح حقوق وحياة النساء ، وذلك من خلال خطط تنموية وثقافية وتعليمية تقصي الفكر المتطرف وتنمي وتفسح المجال للإبداع والفن وحرية التفكير .
5- إن القضاء على الفساد المستشري في الدول العربية هو أحد أهم أسباب الاستقرار الأمني والاقتصادي في مختلف الدول العربية.
6- تعديل الدساتير العربية بحيث تكون دساتير مدنية ، لا تصنف المواطنين وفقا لمذاهبهم واديانهم ، ان هذا الامر يؤسس قصدت الدول ام لم تقصد يؤسس الى تفتيت المواطنين الى فئات تفضي بالضرورة الى الاقتتال الدائر الان في معظم الدول العربية.
7- لتحقيق المواطنة لكل المواطنين فان تعديل الدساتير بحيث تساوي بين النساء والرجال، أصبح ضرورة ملحة وواجبة.
8- سن قوانين أحوال شخصية يتساوى فيها المواطنين أيضا بصرف النظر عن دينهم او عرقهم او مذهبهم ، اسوة بباقي القوانين الوضعية في مختلف الدول العربية.
في الثامن من آذار تتوجه الشبكة النسوية العربية رؤى ، بالتحية الى كافة المناضلات النسويات على امتداد الوطن العربي ، وتحيي كل الجهود التي تقوم بها الحركات النسوية التقدمية من اجل تحقيق المساواة والعدالة للنساء وكل الفئات المهمشة في بلداننا ،
وتحية دائمة وخاصة للمرأة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر وفي ارض فلسطين 48 ، اللواتي يتصدين لآلة القهر والاستيطان الصهيونية.