في كثير من الاحيان تقدم السينما صوراً تعكس الواقع بل في أغلب الاحيان تساهم في تنميط هذا الواقع. و من هذا المنطلق قدم مركز تفوق ضمن مهرجان البحرين السينمائي 2020 جائزته الخاصة بالأفلام القصيرة التي تناقش قضايا نسائية محددة بهدف تعزيز الوعي بالقضايا النسائية مثل حق المراة في العمل ، الشراكة بين الزوجين ، حضانة الأطفال، النفقة و قضية العنف الأقتصادي تجاه المرأة.
لم يكن إختيار الفيلم الفائز بالأمر السهل كما ذكر رئيس لجنة التحكيم الفنان البحريني القدير جمعان الرويعي، حيث أن أربعة عشر فيلماً من سبعة دول عربية تنافست على الجائزة.
إلا ان اللجنة قررت ان تمنح الجائزة للفيلم المصري ” توك توك ” للمخرج محمد خضير، في حين حصد فيلم ” رسالة لوالدي ” للمخرج المصري لؤي جلال على شهادة تقديرية
فيلم ” توك توك ” مستوحى من قصة حقيقية وتدور أحداثه حول ولاء التي تحاول توفير دخل لعائلتها بعد أن هاجر زوجها لخارج البلاد بطريقة غير شرعية، فتجبرها الظروف على العمل كسائقة «توك توك» لتقع في العديد من المشاكل وتواجه سلبيات المجتمع من عنف وتحرش وسيطرة الذكور على سوق التكاتك
يتناول فيلم ” رسالة لوالدي ” البالغ مدته تسع دقائق و الذي تم تصويره بالكامل باستخدام الهاتف المحمول قضية زواج القاصرات.و قد عبر مخرج الفيلم ” أن المرأة ليست سلعة و يكفي قراراً سيئاً واحداً لتدمير حياة إنسان ، أنها قصة حقيقية تعاطفت معها خلال بحثي “
شاركت الأمارات العربية المتحدة بثلاثة أفلام أولها فيلم ” مريم ” للمخرج محمد حمادي الذي يدور حول فتاة إماراتية تحلم ان تكون ممثلة لتتصادم مع محاولات أسرتها المحافظة دفعها للزواج .
اما الفيلم الثاني فكان للمخرجة ريحانة الهاشمي بعنوان ” ثوب ” و يحكي قصة خياطة تتعرض للإساءة و تنتقل لحياة زبائنها عبر فستان سحري .
و تناول الفيلم الثالث المعنون بـ ” لم أعد اكتم ” للمخرجة الشابة مريم إبراهيم قصة مريم التي تنطلق في رحلة عواطفها بشأن والدتها غير الإماراتية.
الفيلم الوحيد للمملكة العربية السعودية كان بعنوان” بطاقة دعوة ” للمخرجة آمنة بو خمسين يدور حول فتاة تحاول دعوة والدها إلى عرض مسرحي تشارك فيه.
في حين تشارك الأردن بفيلم «استبيان» للمخرجة هند النبطاوي في قصة لفتاة تعيش في الغربة وتواجه حقائق تتصل بعلاقتها مع والدتها التي تحتضر، وذلك أثناء ملأ استبيان يتعلق برضا الزبائن عن خدمات المستشفى.
أما سلطنة عمان فقدمت فيلم «مج» للمخرج محمد البلوشي وتدور أحداثه حول فكرة تحملها كل إمرأة في داخلها، وتنقلها إلى ذريتها من الإناث.
ويقدم المخرج التونسي فوزي جمال في فيلم «خيط رفيع» قصة رملة التي تشارك في تصوير فيلم جريمة بعد تاريخ الرابع عشر من يناير وسط أجواء من العنف في تونس، لكنها تعيش في الوقت ذاته انزعاجا بسبب مشاكلها الشخصية، وفي طريق عودتها للبيت تحصل أمور غريبة.
وتحضر المغرب وسط المنافسة بفيلمين، الأول للمخرج زكريا ونوري وهو»عيشة» الذي يحكي قصة «عيشة» التي تعيش حياة روتينية في منزل قديم، تقوم فيه بجميع أعمال المنزل مع اعتنائها بوالدتها المريضة التي تلازم السرير، تخرج عيشة من المنزل وتقف عند ناصية الشارع منتظرة سائق شاحنة محتمل، أما الفيلم الثاني فهو «إعدام ميت» للمخرج محمد الهوري وتدور أحداثه داخل زنزانة بين سجينة حكم عليها بالإعدام وحارستها التي تنتظر الموت في أي لحظة.
ولمصر الحضور الأكبر في مسابقة مركز تفوق لأفلام المرأة بخمسة أفلام، فبالإضافة الى الفيلم الفائز ” توك توك ” و فيلم “رسالة لوالدي”. يدور فيلم «ست الحبايب» للمخرج مهند دياب حول قصة كفاح ثلاث من الأمهات في ثلاث محافظات مختلفة، وفيلم «واحدة كدا» للمخرج مروان نبيل الذي يسرد قصة إمرأة شابة يحكم عليها جميع من تلتقيهم بغض النظر عن علاقتها بهم وتنطلق أحكامهم عليها طبقا لوجهات نظرهم طريقة تفكيرهم.